السراج يدعو لـ«تدخل دولي عاجل» في جنوب ليبيا

رئيس حكومة الوفاق الوطني حذر من نشوب حرب أهلية

فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية (أ.ب)
فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية (أ.ب)
TT

السراج يدعو لـ«تدخل دولي عاجل» في جنوب ليبيا

فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية (أ.ب)
فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية (أ.ب)

دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في رسالة نشرها السبت المجتمع الدولي إلى «التدخل العاجل» لوقف التصعيد العسكري في جنوب ليبيا محذرا من «حرب أهلية».
وقال السراج في الرسالة الموجهة خصوصا إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية: «إننا نطالبكم باتخاذ موقف حازم وحاسم من هذه التصعيدات، وسنكون داعمين لكل الإجراءات والخيارات التي من شأنها أن تعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا».
وطالب السراج المجتمع الدولي بـ«التدخل العاجل لوقف تدهور الأوضاع جنوب البلاد» من دون تحديد طبيعة التدخل المطلوب، في الرسالة التي نشرت على موقع «فيسبوك».
وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ إطاحة نظام معمر القذافي عام 2011، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة وفاق وطني في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق غير معترف بها وتتبع لها قوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتبقى مناطق واسعة من ليبيا ولا سيما الجنوب الصحراوي الشاسع المحاذي للجزائر والنيجر وتشاد، خارجة عن سيطرة حكومة الوفاق الوطني، وتستغل ميليشيات الفوضى السائدة لإدارة شبكات لتهريب المهاجرين والوقود والمخدرات والأسلحة.
وتواجه قوات حفتر منذ أسبوع مجموعات تابعة لحكومة الوفاق في محيط قاعدة تمنهنت المهمة استراتيجيا قرب مدينة سبها الواقعة على بعد أكثر من 600 كلم جنوب طرابلس.
وتعرضت القاعدة لقصف جوي من قوات المشير حفتر بعد إعلانها شن هجوم لاستعادة هذا الموقع العسكري.
وأضاف السراج أن «التصعيد العسكري المفاجئ وغير المبرر الذي بدأ بشن هجوم بالمدفعية الثقيلة والطيران على قاعدة تمنهنت هذه الأيام يضع البلاد على حافة حرب أهلية نعمل وكل المخلصين للوطن على تجنبها».
ونددت حكومة الوفاق بالهجوم وأعلنت هجوما مضادا لطرد قوات حفتر من الجنوب، في أول تأكيد لمواجهات مباشرة مع هذه القوات.
ورعت إيطاليا في مطلع أبريل (نيسان) «اتفاق صلح» من 12 بندا أبرمته قبائل من جنوب ليبيا في روما في ختام مفاوضات سرية ماراثونية استمرت 72 ساعة، من أجل ضبط حدود هذا البلد الجنوبية حيث يتكثف نشاط المهربين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.